في تصعيد خطير للأحداث، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 عن نجاة وفد قيادي برئاسة خليل الحية من محاولة اغتيال إسرائيلية في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك خلال اجتماع كان مخصصًا لمناقشة مقترح وقف إطلاق النار الذي طرحه الرئيس الأمريكي مؤخرًا.
ضحايا من عائلة الحية ومقربين منه
ورغم نجاة القيادي البارز خليل الحية، فإن الغارة الإسرائيلية أسفرت عن سقوط ضحايا، بينهم همام الحية نجل القيادي، وجهاد لبد مدير مكتبه، وفق ما أكده سهيل الهندي، عضو المكتب السياسي لحماس، في تصريحات لقناة الجزيرة.
الموقف القطري: "هجوم جبان وانتهاك للقانون الدولي"
من جهتها، أوضحت وزارة الداخلية القطرية أن الانفجارات التي هزت العاصمة مصدرها استهداف مقر سكني تابع لحماس، مؤكدة أن الأجهزة المختصة باشرت التحقيقات وأن الوضع تحت السيطرة، مع الدعوة لعدم الانجرار وراء الشائعات.
أما وزارة الخارجية القطرية فقد أصدرت بيانًا شديد اللهجة، وصفت فيه العملية بأنها "هجوم إجرامي جبان" و"انتهاك صارخ للقانون الدولي وتهديد مباشر لأمن وسلامة المواطنين والمقيمين"، مؤكدة أن قطر لن تتهاون مع أي تهديد لسيادتها، وأن التحقيقات جارية على أعلى مستوى.
الرواية الإسرائيلية: "استهداف أنشطة قيادية لحماس"
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو، بالتنسيق مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، نفذ "ضربات دقيقة استهدفت أنشطة قيادية لحماس تمتد لسنوات".
كما أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية "مستقلة تمامًا عن أي طرف آخر" وأن إسرائيل تتحمل "المسؤولية الكاملة عنها".
تقارير: 12 صاروخًا وملاحقة قادة بارزين
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد تضمنت العملية إطلاق 12 صاروخًا على مواقع قيادات حماس في الدوحة، مشيرة إلى أن من بين المستهدفين خليل الحية، زاهر جبارين، وخالد مشعل.
محللون: ضربة لإنهاء التفاوض وإحباط الوساطة الأمريكية
في تحليل سياسي، اعتبر الباحث لقاء مكي من مركز الجزيرة للدراسات أن الهجوم يمثل "إعلانًا إسرائيليًا واضحًا عن نهاية العملية التفاوضية وإحباطًا للخطة الأمريكية"، فضلًا عن كونه "اعتداءً مباشرًا على دولة لم تكن في حالة حرب مع إسرائيل"، في إشارة إلى قطر.
الدوحة تحت وقع الانفجارات
وكالات الأنباء العالمية نقلت مشاهد عن أعمدة دخان كثيفة في سماء الدوحة مساء اليوم، وسط حالة من الاستنفار الأمني. يأتي ذلك بعد أيام قليلة من تهديد صريح لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، الذي لوّح في 31 أغسطس باستهداف قادة حماس في الخارج بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية ضد غزة.
الهجوم الإسرائيلي في الدوحة ضد قيادات حماس يعكس مرحلة جديدة من التصعيد في المنطقة، مع تهديد مباشر لمسار المفاوضات الدولية حول وقف إطلاق النار. وفي الوقت الذي تؤكد فيه إسرائيل مسؤوليتها الكاملة عن العملية، تشدد قطر على أن ما حدث "لن يمر دون محاسبة"، لتبقى تداعيات هذا الحدث مفتوحة على احتمالات سياسية وأمنية بالغة التعقيد.

تعليقات
إرسال تعليق